
كم اكره سماع هذا اللفظ " سوشال ميديا"
لتكراره على لسان من يفقه بالمعنى و من لا يعلم اصل الكلمة
لن أبدي استيائي اكثر ، فقد مللت الحديث
لا تلوموني على كتاباتي ، فأنا امر بمرحلة احتاج بها وقفة جدية ، بمشاعر و أحاسيس لا أعلم كيف أطلقها و متى
افتقدت القدرة على اختيار العنوان الجاذب ، افتقدت الكثير مما كنت ابرع فيه .
كنت اشاهد احد المسلسلات و هو "هوتيل" و اعتذر ان كنت سأسرد التفاصيل لإحدى الحلقات و احدكم من المتابعين "اخرب عليه الأحداث"
واحده من اشباح فندق كورتيز وصلت الى الحضيض ، تذرف الدموع و تشعر بالغضب لعديد من الأحداث التي مرت بها .
دخلت عليها احدى الاشباح الاخرى لتعطيها حلا قد يسعدها و يبعد عنها الوحدة ، لن اذكر
تفاصيل الحوار لكن سأذكر لكم ما لفت انتباهي
أخبرتها بان العالم قد تطور ، بان الناس قد وصلوا لمرحلة لا يمكن ان تجدي انسانا وحيدا .
بكل حماس أعطتها جهازا و هي تخبرها بان الجهاز به جميع وسائل التواصل الاجتماعي :
تويتر ، انستغرام ، فيسبوك و غيره ، لا داعي للخروج للتواصل مع الآخرين ، و كونها
"شبحا"محتجزا في هذا الفندق ، فان تواصلها مع العالم سيكون عن طريق هذه البرامج .
انهارت و بدأت تبكي فهي لا تريد ان تكون "الشبح وراء هذه الآلة " لكن لا خيار لها .
رغم تفاهة المسلسل و عدم تقبلي له ، فان هذا المشهد بالذات قد هز في داخلي إحساسا ، و افكارا احدثت ضجة في عالمي الهادئ
هل يمكن ان نكون نحن "اشباح فندق كورتيز " ؟؟
نعيش وراء أبواب موصدة عن العالم الحقيقي لندخل أبوابا عديدة في عالم افتراضي ؟؟؟
مالذي حصل في حياتنا ، افتقدنا الواقعية و اصبح عالمنا عبارة عن وسائل إعلام اجتماعي
عالم يتحرك بأقصى سرعته و نجاهد نحن للحاق به ، رغم تعبنا فإننا مستمرون
تخلينا عن ارواحنا ، عن كوننا بشر ، تعرفنا عن قرب على بعض المطلحات :
جشع ، و حب للمال ، و الثروة السريعة ، بيع نفس ، و جسد و ضمائر
لا وجود للمصداقية ، و لا الصداقة الحقيقية ، اصدقاء وهميين ، نظن بأننا نعرفهم حق معرفة
بابتعادي قليلة عن هذا العالم الإفتراضي ، بدأت تتشكل امامي لوحة الحياة الواقعية
بالتدريج ، بدأت بخطوط تحولت الى اشكال ثم
تلونت الى ان اصبحت ملموسة و حقيقة
لوحة في قمة الهدوء
و لكن هدوئها يتعبني يشعرني بانقباض انفاسي ، ربما لأنني تعودت على صخب و سرعة العالم الافتراضي ؟
لكن سأحاول ، نظرت الى العالم حولي ، الى الطبيعة ، الناس و الوجوه
هوايات اخرى ، احاديث اخرى و الأهم من هذا
أصدقاء حقيقيين ، لا استطيع الإستمرار مع من تلون و تصنع .
اعتذر مرة اخرى ، فأنا في مرحلة انتقالية ، لا اعلم استقرارها
1 comment:
عميق عميق جدا بالفعل تهنا من أنفسنا ونحتاج خريطة لطريق العودة
Post a Comment