Tuesday, February 09, 2016

أرواح السوشال ميديا




كم اكره سماع هذا اللفظ  سوشال ميديا 

لتكراره على لسان من يفقه بالمعنى و من لا يعلم اصل الكلمة 


لن أبدي استيائي اكثر ، فقد مللت الحديث 


لا تلوموني على كتاباتي ، فأنا امر بمرحلة احتاج بها وقفة جدية ، بمشاعر و أحاسيس لا أعلم كيف أطلقها و متى 


افتقدت القدرة على اختيار العنوان الجاذب ، افتقدت الكثير مما كنت ابرع فيه . 

كنت اشاهد احد المسلسلات و هو "هوتيلو اعتذر ان كنت سأسرد التفاصيل لإحدى الحلقات و احدكم من المتابعين "اخرب عليه الأحداث" 

واحده من اشباح فندق كورتيز وصلت الى الحضيض ، تذرف الدموع و تشعر بالغضب لعديد من الأحداث التي مرت بها . 

دخلت عليها احدى الاشباح الاخرى لتعطيها حلا قد يسعدها و يبعد عنها الوحدة ، لن اذكر 
تفاصيل الحوار لكن سأذكر لكم ما لفت انتباهي 

أخبرتها بان العالم قد تطور ، بان الناس قد وصلوا لمرحلة لا يمكن ان تجدي انسانا وحيدا .

بكل حماس أعطتها جهازا و هي تخبرها بان الجهاز به جميع وسائل التواصل الاجتماعي :
 تويتر ، انستغرام ، فيسبوك و غيره ، لا داعي للخروج للتواصل مع الآخرين ، و كونها 
"شبحا"محتجزا في هذا الفندق ، فان تواصلها مع العالم سيكون عن طريق هذه البرامج . 

انهارت و بدأت تبكي فهي لا تريد ان تكون "الشبح وراء هذه الآلة " لكن لا خيار لها . 

رغم تفاهة المسلسل و عدم تقبلي له ، فان هذا المشهد بالذات قد هز في داخلي إحساسا ، و افكارا احدثت ضجة في عالمي الهادئ


هل يمكن ان نكون نحن "اشباح فندق كورتيز " ؟؟ 

نعيش وراء أبواب موصدة عن العالم الحقيقي لندخل أبوابا عديدة في عالم افتراضي ؟؟؟ 


مالذي حصل في حياتنا ، افتقدنا الواقعية و اصبح عالمنا عبارة عن وسائل إعلام اجتماعي 
عالم يتحرك بأقصى سرعته و نجاهد نحن للحاق به ، رغم تعبنا فإننا مستمرون 
تخلينا عن ارواحنا ، عن كوننا بشر ، تعرفنا عن قرب على بعض المطلحات :
جشع ، و حب للمال ، و الثروة السريعة ، بيع نفس ، و جسد و ضمائر 
لا وجود للمصداقية ، و لا الصداقة الحقيقية ، اصدقاء وهميين ، نظن بأننا نعرفهم حق معرفة 

بابتعادي قليلة عن هذا العالم   الإفتراضي ،  بدأت تتشكل امامي لوحة الحياة الواقعية 
بالتدريج ، بدأت بخطوط تحولت الى اشكال ثم 
تلونت الى ان اصبحت ملموسة و حقيقة 

لوحة في قمة الهدوء 

و لكن هدوئها يتعبني يشعرني بانقباض انفاسي  ، ربما لأنني تعودت على صخب و سرعة العالم الافتراضي ؟

لكن سأحاول ، نظرت الى العالم حولي ، الى الطبيعة ، الناس و الوجوه 
هوايات اخرى ، احاديث اخرى و الأهم من هذا 

أصدقاء حقيقيين  ، لا استطيع الإستمرار مع من تلون و تصنع .

اعتذر مرة اخرى ، فأنا في مرحلة انتقالية ، لا اعلم استقرارها 

1 comment:

Anonymous said...

عميق عميق جدا بالفعل تهنا من أنفسنا ونحتاج خريطة لطريق العودة